الفرق بين أسماء التخلق و التعلق:
الاسماء كلها هي إما للتعلق و إما للتخلق و بسط ذلك يستدعي كلاما طويلا جدا و حاصله هو ما أشار إليه صاحب مفاتح الفلاح رضي الله عنه بقوله في بيان حقيقة الأول و القاعدة أن من ذكر ذكرا و كان لذلك الذكر معنى معقول تعلق أثر ذلك المعنى بقلبه و تبعه حتى يتصف الذاكر بتلك المعاني، انتهى، يعني كالرحيم و الرؤوف و الحنان و الودود فإن الذاكر لا بد أن يتصف و يتخلق بما دلت عليه الاسماء الشريفة من الرحمة و الرأفة و الحنان و التودد ثم قال في بيان الثاني إلا إن كانت أسماء من أسماء الانتقام لم يكن كذلك بل تعلق بقلب الذاكر الخوف فإن حصل له تجلي كان من عالم الجلال، انتهى، يعني كالقهار و المتكبر و الخالق و المحيي و المميت فإن الذاكر ليس له أن يتخلق بمدلولات الاسماء الشريفة و إنما له أن يتعلق بجنابها الأعلى في قهر الأعداء الباطنة كالشيطان و النفس و الظاهرة كالكفار و إحياء قلبه و خلق القدرة له على الطاعة و نحو ذلك