مراحل الفتح:
الكشف أضعف درجات الولاية لأنه يوجد عند أهل الحق و يوجد عند أهل الباطل و صاحبه لا يأمن على نفسه من القطيعة و اللحوق بأهل الظلام حتى يقطع مقامه و يتجاوزه (هذا الفتح الأول هو في مشاهدة الأمور الفانية فيحصل التصرف فيها فترى المبطل يمشي على البحر و يطير في الهواء و يرزق من الغيب و هو من الكافرين بالله عز و جل و ذلك أن الله تعالى خلق النور و خلق منه الملائكة و جعلهم أعوانا لأهل النور بالتوفيق و التسديد و خرق العوائد و كذلك خلق الظلام و خلق منه الشياطين و جعلهم أعوانا لأهل الباطل بالاستدراج و المزيد في الخسران و التمكن من الخوارق).
الفتح في ثاني الأمر فهو أن يفتح عليه في مشاهدة أسرار الحق التي حجب عنها أهل الظلام فيشاهد الأولياء العارفين بالله تعالى و يتكلم معهم و يناجيهم على بعد المسافة مناجاة الجليس لجليسه و كذا يشاهد أرواح المؤمنين فوق القبور و الكرام الكاتبين و الملائكة و البرزخ و أرواح الموتى التي فيه و يشاهد قبر النبي صلى الله عليه و سلم و عمود النور الممتد منه إلى قبة البرزخ فإذا حصلت له مشاهدة ذات النبي صلى الله عليه و سلم في اليقظة حصل له الأمان من تلاعب الشيطان به لاجتماعه مع رحمة الله و هو سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ثم اجتماعه مع الذات الشريفة سبب إلى معرفته بالحق سبحانه.
إذا أكثر العبد ذكر ربه باللسان حصل له الحضور و إذا أكثر الذكر مع الحضور صار الحق مشهوده و هناك يستغني عن ذكر اللسان فلا يذكر باللسان، بل بالقلب، إلا في محل يقتدى به فيه لا غيره لأن حضرة شهود الحق سبحانه حضرة بهت و خرس يستغني صاحبها عن الدليل.
إن ما يجوز للأنبياء معجزة يجوز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي. و من المعلوم أن النبي صلى الله عليه و سلم التقى بالأنبياء عليهم السلام ليلة أسري به و صلى بهم و كلم موسى عليه السلام يقظة لا مناما...