معنى المدد:
لو انكشف الحجاب لرأيت أن الزمان لا وجود له أصلا و لم يبق إلا الوجود المطلق و قدمه و بقاؤه، و الوجود المطلق لا يطلق إلا على الذات المقدسة جلت و تقدست و كونه مطلقا لا يطرأ عليه التغيير بوجه من الوجوه لأن وجوده تعالى من ذاته لذاته عن ذاته في ذاته و من هنا كان واجب الوجود سبحانه و تعالى كما أن الظلمة حقيقتها هي العدم المحض فالوجود كله ظلمة من حيث أنه عدم محض لا نورية فيه و إنما وجوده استُمِدَّ من نوره صلى الله عليه و سلم و عنه وجد و منه تصور و به كان و أما نوريته صلى الله عليه و سلم فلا يقال فيها نور مطلق لأنها مستمدة من نوره سبحانه و تعالى لأنه هو الوجود المطلق و معنى استمداده: هو أنه خُلِقَ من أجل الذات المقدسة لا لأجل شيء دونها جلت و تقدست فلا علة و لا واسطة بينه و بين الحق تعالى، خُلِق من أجل الحق لا غير و الوجود كله على العموم و الإطلاق مُعَلَّلٌ بوجوده صلى الله عليه و سلم.