- قواعد و علوم أهل الكشف:
ضوابط و قواعد أهل الكشف و التحقيق:
قاعدة جامعة: إن معقولية النسب لا تتبدل و إن الحقائق لا تنقلب.
اعلم أخي القارئ أن الإنسان لا يدرك بباطن نفسه و ظاهرها شيئا إلا مما هو من أحكام تجليات اسمه الظاهر فإذا تجلى الحق سبحانه و تعالى باسمه الظاهر لظاهر نفس من تجلى له أدرك علما ظاهرا من العلوم الظاهرة و فتح عليه بذلك العلم الذي هو بصدده، و إن تجلى سبحانه و تعالى باسمه الباطن لباطن نفس من تجلى له حصل الإدراك بعين البصيرة لا بالفكر و النظر.
واعلم أن القاعدة عند أئمة علماء التحقيق هي ما يلي: كل موجود له ذات و مرتبة و لمرتبته أحكام تظهر في وجوده المتعين لحقيقته الثابتة، وتسمى آثار تلك الأحكام في ذات صاحبها أحوالا، و المرتبة عبارة عن حقيقة كل شيء لا من حيث تجردها بل من حيث معقولية نسبتها الجامعة بينها و بين الوجود المظهر لها (المثال الأول: مرتبة الله تعالى عبارة عن معقولية نسبة كونه إلها، و لأحكام الألوهية آثار في كل خلق، منها القبض و البسط و الإحياء و الإماتة و القهر. المثال الثاني: ذات الإنسان هي نسبة معلوميته للحق و تميزه في علم ربه أزلا ، مرتبة الإنسان هي عبوديته و مألوهيته) و إذن لا يصح استناد العالَم إلى الحق من حيث ذات الله بل من حيث مرتبته أي معقولية نسبة كونه إلها.
كل صوفي فقيه و لا عكس فالصوفي متبحِّر في الشريعة، و في علم منطوقها و مفهومها و خاصها و عامها و ناسخها و منسوخها، متبحِّر في لغة العرب حتى يعرف مجازاتها و استعاراتها.
من نهض إلى دعوة الخلق إلى الله بالاذن العام و ليس له شيء من الاذن الخاص لم يُنتَفَعُ بكلامه و لم يقع عليه إقبال فإن لسان الحق يقول له بلسان الحال في بساط الحقائق ما أمرناك بهذا و لا أنت له بأهل إنما أنت فضولي فمن وقف هذا الموقف ابتلي بحظوظ نفسه من الرياسة و الرياء و التصنع و ليس من الله في شيء.